مستل من كتاب (بزوغ ضياء الفجر الوضاء على سحر مسألة التصوير بالأضواء)
لمؤلفه:
عبد الرحمن بن ميهوب القداري
مقدمة المؤلف
بسم اللّه الرحمن الرحيم
إن الحمد للّه، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ باللّه من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده اللّه فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
وبعد: الحمد للّه الذي هداني لقول الشيخ سعد الخثلان — حفظه اللّه — في هاته المسألة، فقد وجدت فيها معونة وفائدة كبيرة في الرد على من يقول بحل التصوير الضوئي. وارتأيت أن أذكر اسم الشيخ على غرار منهجنا في وريقات المسماة (بزوغ الضياء) لأسباب:
- استدلال البعض بفتواه وشرحه.
- تفرد الشيخ بهذا الشرح — واللّه أعلم —.
- تفضيلي عدم فصل كلام الشيخ وتقسيمه إلى شبه مستقلة لأن الرد عليه جملة أقرب لبيان خطوات الوقوع في غلط فصل التصوير الضوئي عن باقي التصوير. ومن أبين أسباب ذلك التباس كون الضوء وسيلة لصنع صور.
كذلك، فإن هذا القول من أدق ما وجدت حول هاته المسألة من جهة المحللين، فلأول مرة أجد تدقيقا في ماهية التصوير الضوئي وعدم الجمود على التسميات، فالحمد للّه رب العالمين.
ولكن، وللأسف، فقد جانب الشيخ الفهم الصحيح لماهية التصوير الضوئي، وبالتالي رجع إلى شبهة المرآة والمضاهاة، ولكن بمزيد من التفصيل. نسأل اللّه أن يؤتيه الأجر الذي وعد به المجتهد.
وقد استللت هذا الرد من كتابي (بزوغ ضياء الفجر الوضاء على سحر مسألة التصوير بالأضواء) لتيسير نشرها، سائلين الله نفعها وذخرها في الدنيا والآخرة.
سأدرج كلام الشيخ حول ماهية التصوير الضوئي وأرد عليه شيئا فشيئا ونبين حاله إن شاء اللّه تعالى:
التصوير بأنواعه سواء كان فوتوغرافيًا أو تلفزيونيًّا يشبه نظام الرؤية في العين، بل إنه اقتبست فكرة التصوير من عين الإنسان، عين الكائن الحي عمومًا، كما أنه اقتبست فكرة الطيران من الطائر، وكيف يطير، هكذا أيضًا التصوير هو يشبه نظام الرؤية في العين.
ولهذا يسميه بعض الباحثين بالعين الصناعية.
قلت: هنا ثلاث أخطاء:
- تشبيه التصوير الضوئي بالعين: فهذا غير صحيح، فالتصوير الضوئي نظامين، نظام التقاط ونظام رسم. نظام الالتقاط وحده هو ما يشبه العين، وليس نظام الرسم أيضا.
- الإشارة إلى كون الرؤية تحدث في العين: هذا إن كان فهمنا لعبارة "يشبه نظام الرؤية في العين" صحيحا. فالرؤية لا تحدث في العين، فالعين مجرد ملتقط ومستشعر لطاقة الضوء التي يحولها إلى إشارات عصبية كهربائية لتنقل إلى الدماغ. الدماغ هو الذي يمكننا من إدراك تلك المعلومات البصرية، ولكن لا تتكون أي صورة، فرؤيتنا إدراك، وليست تصويرا ولا عكسا، وهو من ما لم يتمكن العلم التجريبي من فهمه وتفسيره.
- العين الصناعية: نعم يسميه البعض بالعين الصناعية، ولكن هذا مجازا وتجوزا، وليس تقنيا أو علميا. فالباحثون مجمعون على أن الضوء الذي يدخل العين ويصيب الشبكية ليس هو ما نستوعبه.
برهان ذلك: لو أصيب شخص بصدمة في مؤخرة رأسه، قوية كفاية ليتعطل مركز الرؤية في الدماغ (القشرة البصرية)، لأصبح أعمى رغم أن عيناه بصحة جيدة.
العين أشبه بغرفة الظلام التي شرحناها في بداية كتابنا هذا:

لا أحد يمكنه رؤية ذاك الانعكاس إلا بدخوله الغرفة وبقائه في الظلام مقابلا جدار العرض. تلك الغرفة المظلمة هي ما يشبه العين الصناعية.
قال الشيخ:
والإنسان عندما يرى الأشياء بعينه، هل يصدر من العين أشعة الضوء لكي يرى بها الأشياء؟ أم أن الأشياء التي يراها هي التي تنعكس منها أشعة الضوء لتسقط على العين؟
لا شك أن الجواب الثاني، ولهذا لا يمكن للعين أن ترى في الظلمة، لو كانت تصدر من العين أشعة لترى بها الأشياء لرأى الإنسان في الظلام، الواقع أن الإنسان لا يمكن أن يرى في الظلمة، فهذا يدل على أن الأشياء التي تراها العين تنعكس منها أشعة، فتسقط على العين، فترى العين الأشياء.
ولهذا يقولون: إن العين لا ترى في الظلمة، أما في الأماكن المضاءة، فإن أشعة الضوء في ذلك المكان تنعكس على العين.
قلت: وهذا صحيح، باستثناء حصر الرؤية في العين، حتى ولو كان مجرد تعبير، لأن الأمر يحتاج إلى دقة.
ثم قال:
لة التصوير هي في الحقيقة مأخوذة فكرتها من عين الكائن الحي، فتحتوي آلة التصوير في مقدمتها على عدسة، أو على مجموعة عدسات تقوم مقام الجسم البلوري في عين الإنسان، وخلف هذه العدسة يوجد في كثير من أنواع آلات التصوير، يوجد فتحة يمكن التحكم باتساعها، وهي التي تضبط نسبة الضوء، التي يسمح لها بالدخول إلى الفيلم، تقوم هذه الفتحة مقام القزحية في عين الإنسان، والتي تتحكم بنسبة الضوء الداخل إلى الشبكية.
قلت: المفهوم العام صحيح، ولا تضر التفاصيل هنا، فالمهم هو أن عبور الضوء يكون عبر فتحة صغيرة يمكن التحكم فيها لتحديد كمية الضوء التي تسلط على الجدار الخلفي أو المستشعرات أو الشبكية.
والفيلم الحساس في آلة التصوير إذا كانت آلة التصوير فوتوغرافية، يعني كاميرا، أو على لوح الميجا في التصوير التلفزيوني يقوم مقام الشبكية في العين، تلاحظ كل شيء في آلة التصوير، التصوير الآلي يقابل الشيء في العين، فهذا الفيلم أو هذا اللوح يقوم مقام الشبكية في العين. فعند ضغط زر التصوير يدخل الضوء المنعكس على الجسم المراد تصويره إلى داخل الآلة، يدخل الضوء المنعكس عن الجسم المراد تصويره إلى داخل الآلة عبر العدسة، حتى يسقط هذا الضوء على الفيلم أو على لوح الميجا في التصوير التلفزيوني، والذي قلنا: إنه شبيه بالشبكية في عين الإنسان.
قلت: الخطأ الأساسي الثاني في فهم التصوير الضوئي، ألا وهو تشبيه الشريط الحساس الضوئي والشاشات بشبكية العين. وهذا — واللّه أعلم — ناتج عن ما سبق من حصر الرؤية في العين، أو العكس.
كما شرحت سابقا، نحن لا نرى الضوء الذي يتسلط على شبكية العين، فرؤيتنا إدراكية. في لحظة استيعابنا للجسم المرئي، أشعة الضوء التي مكنتنا من ذلك لا وجود لها، فهي مجرد طاقة تم امتصاصها لاستشعار خصائصها، وليس لاستعمالها بحد ذاتها؛ هاته نقطة مهمة جدا.
الشاشات والأشرطة الحساسة الضوئية هي بمثابة الورق والقماش التي يرسم عليها، بحيث يعاد تركيب انطباع (الصورة من الواقع) عليها. يتم ذلك: بمواد كيميائية تغير ألوانها في المصورات القديمة، وبالمصابيح الصغيرة الدقيقة على الشاشات.
مَثَلُ الأشرطة الضوئية مَثَلُ من يدخل وجهه في خليط جبس حتى ينطبع، ثم يتركه ليجف، فإذا بتمثال لوجهه منحوتا في الجبس، فهاته ظاهرة فيزيائية تدور حول قوة الدفع الناتجة عن الطاقة التي بذلها الشخص للضغط على الجبس، ولكن لا ينفي هذا أنه نتج عنه صورة محرمة.
ومَثل الشاشات مثل لوحات العرض ذات المصابيح:

الاختلاف في عدد المصابيح، وبالتالي في درجة الدقة.
قال الشيخ:
هذا الفيلم أو هذا اللوح يكون مطليًّا بمادة حساسة تتأثر بالضوء، تتكون من أملاح الفضة، ثم يخضع هذا الفيلم للمعالجة الكيميائية، وتظهر الصورة المرادة، وهذا في التصوير الفوتوغرافي.
أما في التصوير التلفزيوني فإنه عند سقوط الضوء المنعكس على لوح الميجا يسري تيار كهربائي في الحبيبات عليه، فتتكون إشارات كهربائية ترسل على شكل موجات كهرومغناطيسية عبر هوائي الإرسال لتنتشر في الفضاء، وتستقبلها هوائيات الاستقبال لأجهزة التلفزيون.
ثم تتحول هذه الإشارات الكهرومغناطيسية إلى أجهزة التلفزيون، وأجهزة التلفاز هذه تحولها إلى إلكترونات، وتترجمها في النهاية إلى صورة.
فنجد بهذا أن فكرة التصوير الفوتوغرافي والتلفزيوني فكرة واحدة، لكن التصوير التلفزيوني تتحرك فيه الصورة بسرعة، بحيث لا يظهر ذلك التحريك السريع للمشاهد،.
قلت: وهذا صحيح مجملا، وتمنيت لو أن الشيخ — حفظه اللّه — تعمق أكثر وانتبه إلى أنه بعد تأثير الضوء، فليس هناك ضوء، فهو مجرد طاقة تبددت بعد أن تركت انطباعا على الشريط، كمثل قوة الضرب أو الدفع التي تطبع أثرها مثل الطوابع.
أما تفصيلا، فالتصوير الرقمي هو الأشبه بالعين، فمستشعرات الضوء في المصورة الرقمية تعتمد على التأثير الكهروضوئي1، أما العين فعلى الكيمياء، وكلاهما يستعمل الضوء المُلْتَقَط لتوليد رسالة كهربائية إلى الحاسوب الداخلي، وهو الدماغ في البشر، والمعالج في الآلات.
أما التصوير الضوئي الكيميائي، فلا مستشعرات فيه، بل يعتمد على التحولات الكيميائية مباشرة. قد تقول أن الشريط الحساس هو نفسه المستشعر وشاشة العرض، ولكن ليس هذا صحيحا علميا، فالاستشعار في العين والمصورة الرقمية يؤدي إلى تحويل ثم نقل معلومات، أي أنه ليس لازما تكوين صورة، أما في المصورة الشريطية فلا تحويل للضوء إلى معلومات ولا نقل لها، بل التأثير مباشر، كالثقب والحرق.
ثم قال:
ووجه هذا أن الباحثين اكتشفوا خاصية في العين، استطاعوا من خلال هذه الخاصية اكتشاف التصوير التلفزيوني.
ما هي هذه الخاصية؟ هذه الخاصية تسمى عند أهل الاختصاص بالخاصية الانطباعية التي تعني: أن الصورة المشاهدة تبقى منطبعة على شبكية العين من واحد إلى ست عشرة مرة في الثانية، في الثانية الواحدة لاحظ. بمعنى: أن المشهد لو احتجب عن العين ست عشرة مرة، والمشهد أمام العين في مدة ثانية واحدة، فإن المشهد يظل في مرأى العين طبيعيًّا، وتربط العين الصور بعضها ببعض، فتراها صورة واحدة متواصلة الظهور.
يعني: لو عرض عليك هذه الصورة ست عشرة مرة في ثانية واحدة، لاحظ أنها في ثانية، في زمن قصير جدًّا، لا ترى هذه الحركة السريعة، لا تظهر لك.
فاستفادوا من هذه الخاصية في العين، فجعلوا المشهد صورًا متوالية سريعة بمعدل ست عشرة صورة في الثانية، وقد تزيد فتصل إلى خمس وعشرين صورة في الثانية.
قلت: مرة أخرى، لا انطباع لصورة على شبكية العين.
شبكية العين تحتوي على مستشعرات تتفاعل كيميائيا مع الضوء، ثم يتم تحويل شدة وأثر التفاعل إلى الدماغ عن طريق رسائل عصبية كهربائية.
الظاهرة التي يشير إليها الشيخ يعود سببها إلى أمرين:
- بقاء أثر التفاعل الكيميائي في مستشعرات الشبكية: مثل ذلك مثل رمي حصى صغيرة على الماء، فيبقى تردد الموجات حتى بعد غوص الحصى. الحصى هي أشعة الضوء، سطح الماء هو شبكية العين، والموجات هي أثر التفاعل الكيميائي. فلا انطباع ولا حبس. والدماغ يستنتج الألوان والأشكال والأبعاد اعتمادا على شدة الأثر المؤقت، الناتج عن التفاعل الكيميائي الضوئي.
- محاولة الدماغ تدارك الانقطاع: عند اختفاء المشهد أو إغلاق العينين، يعتمد الدماغ على الذاكرة البصرية والمعلومات الحسية السابقة للحفاظ على استمرارية الوعي البصري.
فالعين مجرد وسيط ووسيلة، وما تراه أنت، ليس منها، بل من الدماغ. ولذلك، قول الشيخ «وتربط العين الصور بعضها ببعض» خطأ محض، إذ لا قدرة للعين على معالجة المعلومات.
فإن قيل:
فإن لم يكن ما نراه على العين، فأين هو؟.
قيل:
هذا سؤال وجيه، وللأسف لا جواب عليه سوى أنه ليس هناك صورة ثابتة كما تفعل المصورات والمصورون (يدويا وآليا)، بل هناك وعي، وهذا سر لم تتمكن العلوم من تفسيره، لأن الدماغ جهاز شديد التعقيد — تبارك اللّه أحسن الخالقين —، وما أظنها بقادرة، واللّه أعلم.
ثم قال الشيخ:
ولهذا فإن التصوير التلفزيوني هو نفسه التصوير الفوتوغرافي، لكنه مسرع سرعة كبيرة تصل ما بين ست عشرة إلى خمس وعشرين مرة في الثانية، بحيث لا يظهر ذلك التحريك السريع لا يظهر للعين.
ولهذا تجد أنه في بعض الأحيان عندما يحصل خلل في البث التلفزيوني ويتوقف، يتوقف على صورة فوتوغرافية، وبهذا يتبين أنه لا فرق بين فكرة التصوير الفوتوغرافي، والتصوير التلفزيوني، وبه نعرف أن من فرق بينهما في الحكم الشرعي، فأجاز التلفزيوني وحرم الفوتوغرافي أن هذا مبني على تصور غير دقيق لعملية التصوير.
بل إنه يلزم من أجاز التصوير التلفزيوني أن يجيز التصوير الفوتوغرافي، ويلزم من حرم التصوير الفوتوغرافي أن يحرم التصوير التلفزيوني، أما التفريق بينهما في الحكم فهو يشبه أن يكون تناقضًا؛ لأن فكرتهما في الأساس هي في الحقيقة فكرة واحدة، لكن في التلفزيوني تسرع الصورة، تسرع الصورة من ست عشرة مرة إلى خمس وعشرين في الثانية الواحدة.
لكن بعض العلماء الذين فرقوا بينهما رأوا أن الفوتوغرافي تكون الصورة فيه ثابتة، بينما التلفزيوني لا تبقى ثابتة، بل تختفي بمجرد إطفاء جهاز التلفاز، ولكن هذا الفرق في الحقيقة فرق غير مؤثر، ولا يقوى لأن يكون مبررًا للتفريق بينهما؛ لأن هذا الفرق يخضع لطبيعة استخدام كل منهما، وإلا فإن فكرة عملهما في الأساس واحدة.
وأقول: يلزم من قال: بأن هذا الفرق مؤثر، أنه لو أمكن إخفاء الصور الفوتوغرافية يكون حكمها حكم الصور التلفزيونية، وهذا لا يقول به أصحاب هذا القول، وقد وجد هذا بالفعل في الوقت الحاضر، في بعض أنواع الهواتف المحمولة الآن، بعض أنواع الهواتف المنقولة يمكن إبراز الصور الفوتوغرافية، ويمكن إخفاؤها داخل جهاز الهاتف.
قلت: وهذا من أصح الأقوال وأدقها — والحمد للّه، وجزى اللّه الشيخ خيرا —، فالمرئيات مجرد سلسلة من الصور الضوئية. ولكن هناك تفصيل غير صواب — أو على الأقل غير دقيق — في قول الشيخ: "تسرع الصورة"، إذ أن ذلك لفظ خطأ، بل يقال "تسريع عرض سلسة الصور"، فليست صورة واحدة. دقة الألفاظ مهمة لتجنب الالتباس.
ولو تمعن متمعن في كيفية قدرة هاته الأجهزة على إظهار وإخفاء الصور، لحل اللغز إن شاء اللّه تعالى.
كانت صورة ظاهرة، فاختفت؛ أين هي؟ لا وجود لها بصفة مرئية.
الأمر كما لو قام رسام برسم رسم، ثم تخلص منه، ثم أعاد رسمه مطابقا تماما للأول اعتمادا على ذاكرته. تُرَى، هل يقال أن الرسم الثاني هو نفس الرسم الأول؟ لا، طبعا، ولكنه نسخة أخرى لنفس الصورة — طبعا إذا كان الرسام قادرا على تحقيق الدقة المطلوبة —.
قد يقول قائل:
ولكن يمكن للأجهزة إخفاء وإظهار الصور بلمح البصر.
أقول:
صحيح، ولكن، من لا يزال يتعجب من سرعة الآلات؟ المفروض أننا كلنا اعتدنا سرعتها. فما الهاتف إلا ذاك الرسام، يعيد صنع الصورة اعتمادا على ذاكرته، فقط بسرعة كبيرة جدا، وعلى شاشة مليئة بمصابيح صغيرة عوض الورق والقماش، وليس هذا بفارق جوهري لكل منصف متجرد للحق.
ثم قال الشيخ:
هذا التصوير أيها الإخوة أفادنا الآن في معرفة طبيعة التصوير، وأنه حبس لهذه الأشعة التي تصدر من الأجسام، وتقع على عدسة التصوير
قلت: التصوير الضوئي ليس حبسا لأشعة ضوء — على افتراض أن ذلك ممكن أساسا —، فالضوء مجرد شكل من أشكال الطاقة، والطاقة لها القدرة على التأثير في المواد التي توجه نحوها، كالحرارة التي تحرق — والحرق تفاعل كيميائي —، ويبقى الجسم محروقا ولكن باردا، فالحرق أثر للحرارة وليس الحرارة نفسها.
لمزيد من البيان، سأشرح بإيجاز كيف يتم ذلك في المصورات الشريطية والرقمية:
- المصورات الشريطية: تعمل المصورات الشريطية عن طريق تعريض الشريط الحساس للضوء بعد تركيزه بالعدسة، وعندما يتسلط الضوء على نقاط معينة من الشريط، يتسبب في حدوث تفاعلات كيميائية عليها، مما يترك علامات على النقاط التي يصطدم بها. بمرور الوقت، يُكَوِّن مجموع أماكن هاته التفاعلات الصورة، دون حبس الضوء نفسه. العمليات التي تجرى على الصورة بعد التقاطها ليس إلا مزيدا من الكيمياء، بهدف تغيير الألوان وضبطها. أي أنهم بدل استعمال الأقلام والفرشاة، استعملوا مواد كيميائية حساسة لتلوين الأماكن التي طبعها الضوء. فإذا استعمل أحدهم طابعا، وضرب به على سطح رخو، فظهر انطباعه، لا يقال أن السطح الرخو حبس قوة الضغط، لأن هذا خطأ. طاقة الضغط تركت أثرا فقط وانتقلت لمكان آخر ولم تُحْبَس هناك. فمَثل طاقة الضغط مَثل طاقة الضوء التي تؤثر على الشريط الحساس. صحيح أن الأمر على ظاهره يبدو حبسا لتلك لأشعة الضوء، ولكن هذا التباس مصدره الوهم الذي تسببه دقة ترتيب الألوان، فالمصور البارع هو الذي يحسن وضع الألوان في أماكنها. ولعلك أيها القارئ تستفيد من التالي: تَغَيُّرُ وسيلة إحداث وترتيب الألوان لا تغير ماهية النتيجة. قاعدة تشمل جميع أنواع التصوير — إن شاء اللّه تعالى —.
- المصورات الرقمية: حتى هي تلتقط الضوء، ولكن بدل الاعتماد على الكيمياء، تعتمد على الكهرباء، حيث تقوم مستشعرات المصورة بتحويل الضوء إلى إشارات كهربائية، التي بدورها تطبع الذاكرة بعد أن يتم معالجتها. وهنا فرق مهم، المصورات الرقمية ليست جهاز تصوير فقط، بل هي جهاز التقاط وجهاز تصوير مجموعين في علبة واحدة، على عكس الشريطية. فبينما ينقش الضوء الصورة كيميائيا مباشرة — نسبيا — على الشريط الحساس، لا تقوم المصورة الرقمية بعرض صورة إلا عند أمرها بذلك، ولكن لمَّا كان معظمها يُشَغِّل نظام التصوير آليا، ظن الناس وحدة العملية، وبالتالي شبهة حبس الضوء مرة أخرى. المصورة الرقمية تعرض الصورة عن طريق رسمها اعتمادا على البيانات التي سجلتها، وآلة رسمها هي المصابيح الصغيرة، فالضوء الذي تنتجه ليس نفس الضوء الذي استشعرته، بل هو ضوء يتولد عن تغذية المصابيح الصغيرة بكهرباء بطارية الجهاز مثلا. أي أن تلك الأضواء هي الوسيلة لرسم الصورة، والتي يقابلها تغير اللون نتيجة التفاعل الكيميائي، والتي يقابلها الطلاء الملون، أو الزيوت، أو الحبر، إلى غير ذلك.
ثم قال الشيخ:
وأنه لا فرق بين التصوير الفوتوغرافي والتلفزيوني من حيث العمل والفكرة، إلا أن التلفزيوني تكون الصورة فيه مسرعة بدرجة كبيرة، والفوتوغرافي ليس كذلك.
وحينئذ فلا بد أن يكون حكمهما واحدًا، والتفريق بينهما لا وجه له؛ لأن فكرتهما واحدة، وإذا كانت فكرتهما واحدة، فيتعين أن يكون حكمهما واحدًا.
قلت: وهذا صحيح، لهما نفس الحكم، ولكننا نراهما حراما، والتصوير المتحرك أشد حرمة لكونه يضاهي الحركة واحتواءه على عدد هائل من الصور.
الرد على فتوى الشيخ سعد الخثلان في التصوير الضوئي
قال الشيخ:
ولذلك فإن العلة المنصوص عليها: هي علة المضاهاة، فننظر الآن إلى هذه العلة، هل هي منطبقة في التصوير الفوتوغرافي، أو أنها غير منطبقة؟
المضاهاة معناها: المحاكاة والمشابهة، والواقع أن التصوير الفوتوغرافي الذي شرحنا كيفيته ليس فيه محاكاة ولا مشابهة، وإنما فيه تسليط للأشعة على الجسم المراد تصويره، فتنبعث من هذا الجسم أشعة، ثم تلتقط من قبل عدسة التصوير، وتثبت بطريقة كيميائية هذه الصورة الحقيقية التي خلقها اللّه، فهي ليس فيها مضاهاة في الواقع، وإنما فيها نقل للصورة الحقيقية التي خلقها اللّه.
يتضح من هذا أن من أسباب شبهة نفي المضاهاة، والتفريق بينها وبين المطابقة: عدم الفهم الصحيح للتصوير الضوئي، والظن بانتفاء التشكيل. ذلك رغم أنه معلوم أن الصورة التي تكونت هي نسخة ثابتة، وكل نَسْخٍ ثابت لما يُرى يلزم وجود تخطيط وتشكيل.
وحتى لو كان الأمر مجرد "تثبيت لأشعة الضوء كيميائيا"، فالناتج عنها صورة مستقلة منسوخة، وليست هي الصورة الحقيقة التي خلقها اللّه، بل هي مشابهة ومثيلة لها، لأنها نسخة عنها وليست هي نفسها، فمالذي أخرج كونها نسخة من المطابقة والمضاهاة؟ حتى ذاك التثبيت تشكيل وتخطيط، لأن:
التشكيلُ ضبطٌ، وشكَّلَ شَكْلاً، أي جعل له شكلا مضبوطا.
والتخطيطُ تحديدٌ وتثبيت، خططت مخطوطة، أي ثبت الأفكار بالحبر على الورق وجعلتها خطوطا.
فمن تأمل وجد أن قول الشيخ يعارض أوله آخره:
حيث قال «ليس فيه محاكاة ولا مشابهة»، ثم، «تثبت بطريقة كيميائية»، ثم، «ليس فيها مضاهاة»، ثم، «نقل للصورة الحقيقية التي خلقها اللّه».
فالتصريح بالنقل تصريح بالتخطيط والتشكيل، فالنقل ليس للذات، بل للصورة، فمهما كانت الوسيلة، لزم أن تكون نتيجة لتخطيط وتشكيل لأنها نسخة، هذا مما لا مناص منه، وليس خفيان طريقة النسخ وسرعته بمبرر.
أزيد فأقول:
أولا: التصوير لا يحتاج إلى تسليط ضوء، بل يقوم به البعض لزيادة الوضوح فقط عن طريق زيادة كمية الضوء المنعكسة، وهذا كزيادة إشعال النار ليظهر أثر الحريق أكثر.
أيضا: فإن أشعة الضوء تنعكس من معظم الأجسام، وهذا هو اللفظ الأدق، فالانبعاث يوحي بأن الجسم هو من يُصْدِر تلك الطاقة، وهذا يقتصر على بعض الأشياء كالنار والشمس التي تولد طاقة زائدة تصرفها على شكل ضوء.
ثانيا: تثبيت أشعة الضوء كيميائيا أمر غير ممكن وغير صحيح، فليس هذا ما تقوم به المصورة الشريطية، كما شرحنا سابقا.
قال الشيخ:
ولهذا كان الناس قديمًا هنا في المملكة لا يسمونها صورة، وإنما يسمونها: عكسًا، ويسمون الصور: عكوسًا.
ولهذا بعضهم يقول: إن هذا هو الاسم الصحيح لها، إنها عكس وليست صورة؛ لأنها فقط عكس للصورة الحقيقية التي خلقها اللّه، وهذا هو القول الراجح واللّه أعلم في هذه المسألة: أن هذا النوع من التصوير، التصوير الآلي بأنواعه لا يدخل في التصوير المحرم شرعًا.
قد رد ناصر بن حمد الفهد على هاته الشبهة بما فيه الكفاية —إن شاء اللّه تعالى — في رسالته (الفيديو الإسلامي) فقال (صفحة 48):
الوجه الرابع : أننا لو أخذنا بهذه التسمية العرفية فإن الحكم هذا ينتقض طرداً وعكساً وبيان ذلك :
أن أهل العرف يسمون (الصور المرسومة باليد) كذلك بـ (العكوس) ويسمون الألعاب التي فيها هذه الصور (لعبة العكوس) وهذه الصور هي التي وردت النصوص عليها فهي داخلة في النص بالإجماع ؛ لأن النص إذا ورد على سبب فإن هذا السبب داخل فيه بالإجماع — كما سبق تقريره — ، ولو أخذنا بهذه التسمية لحلت هذه الصور بسبب هذه التسمية — هذا من جهة انتقاضها طرداً —.
قلت: وحتى ولو لم يدرج أهل العرف الصور المرسومة باليد في معنى العكوس، فتسمية الصورة الضوئية "عكسا" خطأ — لما سبق بيانه في الفرق بين العكس والتصوير — إلا إذا أريد به صنع النظير والمثيل.
ثم قال الشيخ سعد:
وأما ما ذكره أصحاب القول الأول من أدلة، فهي ترجع إلى ثلاثة:
أولًا: قولهم: إنها تسمى صورة لغة وشرعًا وعرفًا، هذا محل نظر، نقول: أولًا كونها تسمى صورة لغة الصورة مدلولها اللغوي واسع، فإنها تطلق على كل هيئة وشكل، وأما شرعًا فتسميتها بالصورة بالمعنى الشرعي محل نظر، وتسميتها عرفًا كما ذكرنا التسمية غير دقيقة
قلت: إذن وجب تعريف الصورة المنصوص عليها في الشرع، التي تحرم إن كانت لذوات أرواح. وقد فعلنا ذلك — والحمد للّه رب العالمين — فليراجع تحت العنوان «هل التصوير الضوئي مجرد عكس للضوء كالمرآة؟».
ثم قال الشيخ:
وتسمية الأشياء بغير مسماها الحقيقي لا ينقل الحكم، ولا يؤثر في الحكم.
ولهذا لو أن الناس سموا الخمر، لو سموه تسمية أخرى، كأن سموه مثلًا: مشروبًا روحيًّا، فهل معنى ذلك أن الخمر لا يكون محرمًا؟ أبدًا.
بل إنه جاء في سنن أبي داود: أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها [13]، يسمونها بغير اسمها، فلو سمى الناس الخمر بغير اسمه، لا ينقله هذا من حكم التحريم، ولو سمى الزنا بغير اسمه، لا ينقله هذا من حكم التحريم.
فتسميتها صورة هذا ليس مبررًا للقول بتحريمها
قلت: نفس الحجة تنطبق على من يسمي الصور الضوئية بـ"العكوس" فيحللّها، فيرجع الأمر إلى بيان ماهية التصوير الضوئي.
ثم قال:
ولهذا فإن صورة الإنسان في المرآة تسمى صورة، وينظر يقال: نظر الإنسان إلى صورته في المرآة، هل معنى ذلك أن صورة الإنسان في المرآة أنها محرمة، لكونها تسمى صورة؟ أبدًا، لم يقل بهذا أحد من أهل العلم.
قلت: قد شرحنا الفرق بين الصور المنتجة وانعكاس المرآة2، وتكراره هنا كله مما يطيل الأمر أكثر من اللازم، ولكن:
أشير أولا إلى قول الشيخ: "ولهذا فإن صورة الإنسان في المرآة تسمى صورة"، فإطلاق لفظ "صورة" على ما نراه في المرآة ليس دقيقا، لأن ما نراه فيها هو انعكاس لصورة، ذلك لأننا لا نرى نَسخًا، بل انعكاس صورة ذات الشيء، وهذا فرق مهم جدا.
ما نراه في المرآة ليس هناك حقيقة، فَجُلُّ ما حدث هو ارتطام الضوء المنعكس عن الشيء بسطح المرآة، ثم الاندفاع مرة أخرى إلى أعيننا فنراه. لم تُصْنَع صورة. ولذلك نقول "نظر إلى صورته في المرآة" أو "نظر إلى نفسه في المرآة"، ولا يصح أن نقول "تركت صورتي في المرآة" أو "المرآة تحمل صورتي".
ولذلك لا يصح الاستدلال بهذا القياس — الباطل بداهة —، وقول العلماء بأن الصورة الضوئية حرام لأنها تسمى صورة قوي، فتمييز كون الشيء صورة أمر بدهي، ويدل على ذلك بداهة التمييز بين الصور المصنوعة وما نراه في المرآة.
قال الشيخ:
فنقول: إن تسميتها صورة من باب التجوز في العبارة، وإلا فإنها عكس، وتسميتها صورة لا يؤثر في الحكم.
قلت: تجوزًا من قِبل من لا يرى أنها صورة، نعم، أما من يعرف أنها صورة عن علم وبداهة، فلا، لا يسمونها كذلك تجوزًا ولا تقليدًا، بل عن يقين.
وتسميتها بالعكس لا يؤثر في الحكم.
وهذا القول شائع بين المحللين للتصوير الضوئي، وبه انقلبت الحقائق، فتسمية الانعكاس في المرآة هو التجوز، لا تسمية الصورة صورة، ولكن قدر اللّه وما شاء فعل.
ثم قال الشيخ:
وأما القول: بأن المصور يبذل جهدًا وعملًا، فهذا غير مؤثر في الحكم أيضًا، كونه يبذل أو لا يبذل لا يؤثر.. المهم تحقق علة التصوير، هل تتحقق علة التصوير، سواء بذل جهدًا أو لم يبذل، ولذلك فإن من ينظر إلى صورته في المرآة قد يبذل جهدًا لكي ينظر إلى الصورة في المرآة، فبذل الجهد أو عدم بذله لا يؤثر في الحكم في هذه المسألة.
بل يؤثر بذل الجهد والعمل وعدمه، فليس ممكنا أن ينتج عمل دون ذلك.
والتصوير عمل؛ فإن بذل شخص عملا وجهدا، ونتج عن ذلك شيئ حقيقي نميز به شكل شيئ بصريا، علمنا أنه مُصَوِّرٌ صَوَّرَ صورة. بعبارة أخرى، لم تكن صورة، فعمل العامل عملا، فكانت صورة. فإن احْتُجَّ أن الصورة الضوئية ليست صورة، عاد الخلاف إلى ماهية التصوير الضوئي.
أما عن شبهة الجهد المبذول في الوقوف أمام المرآة فقد بينا — إن شاء اللّه تعالى — في (الشبهة الرابعة — التصوير الضوئي لا إبداع فيه —).
قال الشيخ:
وأما ما ذكره أصحاب هذا القول: بأن علة التصوير وهي المضاهاة تنطبق على هذا النوع من التصوير؛ لأن فيها مضاهاة شديدة؛ فغير مسلم؛ لأن المضاهاة هي المحاكاة والمشابهة، ولهذا قال اللّه تعالى في الحديث القدسي: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي [14]، ولهذا فإن الناس عندما يرون الصورة بالآلة لا يتعجبون؛ لأنهم يعرفون إنما نقلت بهذه الآلة.
بل غير مسلم القول بأن ذاك ليس مضاهاة، فكيف لمّا زادت الدقة والجودة، وازدادت درجة التماثل، خرجنا من المضاهاة؟
وقول اللّه تعالى: (ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي) مما يؤكد ذلك، فمن أشد المضاهاة النسخ، أي أن لسان الحال يقول، "أستطيع خلق ما خلقت" — والعياذ باللّه —.
وقول الشيخ "نقلت بهذه الآلة" ينقض أول قوله، فهذا تصريح بنسخ الصورة بالآلة.
كما أن الناس لا يتعجبون الآن، نعم، لأنهم اعتادوا الأمر، ولكنهم تعجبوا أشد العجب في أول الأمر.
ثم قال:
لكن لو أن أحدًا من الناس رسم صورة هذا الإنسان، وكان رسمه دقيقًا يتعجب الناس: كيف استطاع هذا الإنسان أن يرسم هذه الصورة؟.
قلت:
- يتعجب الناس من ذلك لقلة القادرين على ذلك وعدم اعتيادهم عليه، كعدم تعجبهم من الآلة الحاسبة وتعجبهم من القادرين على الحساب الذهني لقلتهم. ومعلوم أن من خصائص الآلات الحديثة الدقة والقدرة على التكرار المنتظم.
- فلنتمعن في هاته العبارة: "وكان رسمه دقيقا".
هنا تم الانتباه لسر ظهور الصورة واقعيةً، ألا وهو دقة الرسم، دقة ترتيب الألوان.
ويترتب عن هذا أمرين:
- إما أنه يتم التفريق بين دقة رسم الإنسان والآلة، وهذا باطل، لا سيما وإن كانت النتيجتان متماثلتان.
- أو أنه يتم إنكار كون الآلة ترسم وتشكل وتخطط، ولذلك لم يُسَلَّم بعلة المضاهاة في التصوير الضوئي، وهذا أهون إن شاء اللّه تعالى، وقد شرحنا مرار وتكرارا كيف تقوم الآلات بالرسم، فليراجع في أوائل كتابنا الكامل.
قال الشيخ:
فالقول: بأن علة المضاهاة متحققة غير صحيح، بل إنها غير متحققة؛ لأنها إنما هي في الحقيقة حبس للصورة الحقيقية التي خلقها اللّه، فالتصوير الآلي بأنواعه هو في الحقيقة شبيه بصورة الإنسان في المرآة، إلا أن هذه الصورة قد ثبتت وعولجت بطرق كيميائية وطرق معينة، فخرجت على هذا النحو.
قلت: من تأمل وجد أن الكلام متعارض بحد ذاته، وهو تكرار لما سبق، فلا داعي.
ثم قال:
ثم إن القول بتحريم التصوير الآلي يقتضي تأثيم أكثر الأمة، وأنهم قد ارتكبوا كبيرة من كبائر الذنوب، وأنهم ملعونون على لسان النبي صلى اللّه عليه وسلم من يفعل مثل تلك الصور
هذا خطأ، فمعلوم أنه لا يأثم الفاعل بدون علم أو بدون اعتقاد لحرمة بعد اجتهاد أو أخذ فتوى اتباعا للحق لا لهوى.
ثم قال:
وهذا القول فيه خطورة بالغة في أمر لم يتضح اتضاحًا نستطيع أن نجزم معه بالتأثيم لأكثر الناس.
خطورة في القول بتأثيم المعذور؟ نعم.
خطورة في القول بتحريم التصوير الضوئي بعد اقتناع بالأدلة؟ لا، أبدا. لا سيما وأنه لا إجماع على تحليله، وقد أفتى بتحريمه جمع غفير من العلماء.
الحاشية:
التأثير الكهروضوئي هو الظاهرة التي يتم فيها توليد إشارات كهربائية باستخدام الضوء، وبه نستطيع الحصول على طاقة باستعمال أشعة الشمس.
يُراجع في (الشبهة الرابعة — التصوير الضوئي لا إبداع فيه —)، في الكتاب الكامل.
رابط الكاتب: