الموقع الشخصي لعبد الرحمن بن ميهوب القداري

فتنة التصوير

عبد الرحمن مِيهُوب القَدَّارِي 2025-09-06 23:04

حكم استعمال تطبيق التصوير كمرآة

بما أن تطبيقات التصوير تصور دون الضغط على زر التقاط الصورة، فإذن:
فتحها، ثم استعمالها كمرآة لا يصلح، فهو حرام.

فإن قيل:

لم نحتفظ بصورة، إذ ليست ثابتة وتختفي عند غلق التطبيق.

قيل لهم: قد تحققت علة المضاهاة، فما تراه على الشاشة ليس انعكاسا، بل تصويرا آليا.

ولا يلزم الثبوت لتحقق علة المضاهاة، بل الإيجاد هو شرطها.

وبناء على هذا، فاستعمال الجوال ومصورته كمرآة لا يجوز، وهو كبيرة من الكبائر.

ملاحظة هامة

إن استشكل عليك كون التطبيق يصور دون أن تضغط على زر التقاط الصورة، فهذا يدل على عدم فهمك لماهية التصوير الضوئي وكيفية عمل هذه الأجهزة، ولا يدل على أن ذلك ليس بتصوير.

والنصيحة أن لا نتقول على الله بغير علم، فالمسألة حول كبيرة من الكبائر.

فالرجاء الرجاء، أن نستشير الخبراء قبل إصدار حكم في مسألة تتعلق بأمر علمي بحت بخصوص هذه الأجهزة الحديثة.

عبد الرحمن مِيهُوب القَدَّارِي 2025-08-23 14:50

بيان شَبَه فتنة التصوير بفتن الفرق الضالة

ولا نقصد أن لهما نفس الحكم، بل يتشابهان في المظاهر فقط، وسنضرب فتنة الجهمية مثالًا: قال الإمام الدارمي في "الرد على الجهمية" (ت البدر — ص23):

حَتَّى كَانَ الْآنَ بِآخِرِهِ، حَيْثُ قَلَّتِ الْفُقَهَاءُ، وَقُبِضَ الْعُلَمَاءُ، وَدَعَا إِلَى الْبِدَعِ دُعَاةُ الضَّلَالِ، فَشَدَّ ذَلِكَ طَمَعَ كُلِّ مُتَعَوِّذٍ فِي الْإِسْلَامِ، مِنْ أَبْنَاءِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَأَنْبَاطِ الْعِرَاقِ، وَوَجَدُوا فُرْصَةً لِلْكَلَامِ، فَجُدُّوا فِي هَدْمِ الْإِسْلَامِ، وَتَعْطِيلِ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، وَإِنْكَارِ صِفَاتِهِ، وَتَكْذِيبِ رُسُلِهِ، وَإِبْطَالِ وَحْيِهِ إِذْ وَجَدُوا فُرْصَتَهُمْ، وَأَحَسُّوا مِنَ الرِّعَاعِ جَهْلًا، وَمِنَ الْعُلَمَاءِ قِلَّةً، فَنَصَبُوا عِنْدَهَا الْكُفْرَ لِلنَّاسِ إِمَامًا يْدَعُونَهُمْ إِلَيْهِ، وَأَظْهَرُوا لَهُمْ أُغْلُوطَاتٍ مِنَ الْمَسَائِلِ، وَعَمَايَاتٍ مِنَ الْكَلَامِ، يُغَالِطُونَ بِهَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ، لِيُوقِعُوا فِي قُلُوبِهِمُ الشَّكَّ، وَيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ أَمْرَهُمْ، وَيُشَكِّكُوهُمْ فِي خَالِقِهِمْ، مُقْتَدِينَ بِأَئِمَّتِهِمُ الْأَقْدَمِينَ، الَّذِينَ قَالُوا: {إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ} [المدثر: 25] وَ {إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ} [ص: 7]

فَحِينَ رَأَيْنَا ذَلِكَ مِنْهُمْ، وَفَطَنَّا لِمَذْهَبِهِمْ، وَمَا يَقْصِدُونَ إِلَيْهِ مِنَ الْكُفْرِ وَإِبْطَالِ الْكُتُبِ وَالرُّسُلِ، وَنَفْيِ الْكَلَامِ وَالْعِلْمِ وَالْأَمْرِ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى، رَأَيْنَا أَنْ نُبَيِّنَ مِنْ مَذَاهِبِهِمْ رُسُومًا مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَكَلَامِ الْعُلَمَاءِ، مَا يَسْتَدِلُّ بِهِ أَهْلُ الْغَفْلَةِ مِنَ النَّاسِ عَلَى سُوءِ مَذْهَبِهِمْ، فَيَحْذَرُوهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَعَلَى أَوْلَادِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ، وَيَجْتَهِدُوا فِي الرَّدِّ عَلَيْهِمْ، مُحْتَسِبِينَ مُنَافِحِينَ عَنْ دِينِ اللَّهِ تَعَالَى، طَالِبِينَ بِهِ مَا عِنْدَ اللَّهِ.

وَقَدْ كَانَ مَنْ مَضَى مِنَ السَّلَفِ يَكْرَهُونَ الْخَوْضَ فِي هَذَا وَمَا أَشْبَهَهُ، وَقَدْ كَانُوا رُزِقُوا الْعَافِيَةَ مِنْهُمْ، وَابْتُلِينَا بِهِمْ عِنْدَ دُرُوسِ الْإِسْلَامِ، وَذَهَابِ الْعُلَمَاءِ، فَلَمْ نَجِدْ بُدًّا مِنْ أَنْ نَرُدَّ مَا أَتَوْا بِهِ مِنَ الْبَاطِلِ بِالْحَقِّ، وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَخَوَّفُ مَا أَشْبَهَ هَذَا عَلَى أُمَّتِهِ، وَيُحَذِّرُهَا إِيَّاهُمْ، ثُمَّ الصَّحَابَةُ بَعْدَهُ وَالتَّابِعُونَ، مَخَافَةَ أَنْ يَتَكَلَّمُوا فِي اللَّهِ وَفِي الْقُرْآنِ بِأَهْوَائِهِمْ فَيَضِلُّوا، وَيَتَمَارَوْا بِهِ عَلَى جَهْلٍ فَيَكْفُرُوا، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ قَالَ: «الْمِرَاءُ فِي الْقُرْآنِ كُفْرٌ» وَحَتَّى إِنَّ بَعْضَهُمْ كَانُوا يَتَّقُونَ تَفْسِيرَهُ، لِأَنَّ الْقَائِلَ فِيهِ إِنَّمَا يَقُولُ عَلَى اللَّهِ.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه: «أَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّنِي ، وَأَيُّ سَمَاءٍ تُظِلُّنِي، إِذَا قُلْتُ فِي كَلَامِ اللَّهِ مَا لَا أَعْلَمُ.

وعلى هذا المنوال أقول عن فتنة التصوير:
حتى كان بآخر الزمان، حيث قلت الفقهاء، وقبض العلماء، وقال بتحليل التصوير الضوئي من لا يفقهه، فشدّ ذلك طمع كل ذي هوى، من إعلاميين ومُمَيّعين، ووجدوا فرصة للكلام، فجدّوا في التقرب للكفار، وزعموا أن الإسلام يواكب حضارتهم — زعموا —، وأنكروا كون التصوير الضوئي تصويرًا، وكذّبوا من حرّمه، وشنّعوا عليهم إذ وجدوا فرصتهم، وأحسّوا من الرعاع جهلا، ومن العلماء قِلَّة، فنصبوا عندها التلبيس للناس إمامًا يدعونهم إليه، وأظهروا لهم أغلوطات من المسائل، وعمايات من الكلام، يغالطون بها أهل الإسلام، ليوقعوا في قلوبهم الشك، ويلبسوا عليهم أمرهم، ويشكِّكُوهم في حكم مسألة بدهية، واقعين في حال مَن قالوا: {إنما نحن مصلحون} [البقرة: 11].

فحين رأينا ذلك منهم، وفطنا لمذهبهم، رأينا أن نبين غلطهم وتضلعهم في ما لا يفهمون، فيَستدل بذلك أهل الغفلة من الناس على سوء مذهبهم, ويحذرونه على أنفسهم وأولادهم وأهليهم، ويجتهدوا في الرد على شبههم، محتسبين منافحين عن دين الله تعالى، طالبين به ما عند الله.

وقد ردّ جمع مِن مَن مضى من علمائنا المعاصرين عليهم ردا مجملًا، وابتلوا بعض الشيء على الرغْم من بساطة الآلات، وابتلينا نحن بالمزيد عند دروس الفقه، وذهاب العلماء، وتفشي فتنة الدنيا وتغلغل فكر وعادات الكفار في أواسط المسلمين، وشيوع وتطور آلات ووسائل التصوير، وتفشيه في أواسط العامة، فلم نجد بدا من أن نرد ما أتوا به من الباطل بالحق.

عبد الرحمن مِيهُوب القَدَّارِي 2025-08-20 11:53

بلغ المحللون للتصوير الضوئي إلى درجة عجيبة من الغفلة، حتى إن بعضهم ليُنصح بعدم نشر صور العلماء، وخصوصا الذين توعدوا من يفعل ذلك بمخاصمتهم يوم القيامة،

فيكون رده:

المسألة خلافية وهذا الأمر بيني وبينه. أنت لا دخل لك.

وهذا اعتداء على حرمة العلماء وظلم كبير لهم. كيف أقحموا الخلاف الواهي في عدم الرغبة الشخصية للعالم أن تنشر صورته؟ هذا لا يجوز حتى ولو كان ذاك العالم يرى حل التصوير الضوئي. فكونه يرى ذلك لا علاقة له بتأذيه من نشر صورته دون إذنه. أي جهل وقلة ورع بعد هذا؟

هذا والله من دلائل فساد قول المحللين. زيادة على اندراج الكثير من أصحاب الهوى تحتهم.

ما الفرق بينك وبين وبين من يتعبد الله بالبدع؟ أتقوى على مواجهة الألباني وابن باز والعثيمين والوادعي كلهم يوم القيامة؟

حسبنا الله ونعم الوكيل، وإلى الله المشتكى من هذا الجهل والبغي وقلة الورع.

عبد الرحمن مِيهُوب القَدَّارِي 2025-08-17 23:28

تبصير العقلاء من الناس ببطلان زعم أن التصوير مجرد انعكاس

يزعم الكثير من المعاصرين أن التصوير الضوئي مجرد انعكاس، وأن ما يُرى في الصورة كالمرآة، فلا إشكال فيه. وهذا من العجب العجاب، وهو من أفسد القياس لكثرة الفوارق بين الصور الضوئية والمرآة.

ولتوضيح الأمور، سنذكر بعض بالحقائق الطبيعية العلمية البحتة.

أولا: تعريف الانعكاس الانعكاس هو رجوع الضوء عن سطح عاكس كالمرآة أو الماء الهادئ بحيث يُرى الشيء المنعكس مباشرة.

ثانيا: شروط حدوث الانعكاس لكي يتحقق الانعكاس، يجب:

  1. وجود الجسم
  2. وجود سطح عاكس.

ولو فقد واحد من هذه الأركان، لفقد الانعكاس. ولتتم رؤيته، وجب تحقق خط مستقيم بين العين والسطح العاكس.

ثالثًا: لماذا الصور الضوئية ليست انعكاسا

لأنها توجد استقلالا دون تحقق أي من شروط الانعكاس، وهذا أمر بدهي تفقهه حتى العجائز.

مثال: لو أعجبتك وردة خارج البيت، فصورتها بهاتفك، ثم رجعت للبيت، وأريت أخاك الصورة. فأين الوردة، وأين السطح العاكس، وأين الخط المباشر بين عين أخيك والسطح العاكس؟ انعدمت كل أركان الانعكاس، ومع ذلك أخوك يرى صورة الوردة. لماذا؟ لأنك نسخت صورتها بمصورة هاتفك، بدل أن تحتاج للوحة وألوان وريشة، استعملت آلة حديثة لنسخ صورة الوردة.

هذا من البدهيات، وبسيط جدا، ولا يحتاج هذا الكم من الشرح والتفصيل، ولكن

قدر الله وما شاء فعل، وإلى الله المشتكى.

هناك تفصيل أعمق من هذا في كتاب البزوغ، ولكن المنصف يكفيه هذا الشرح المختصر.

عبد الرحمن مِيهُوب القَدَّارِي 2025-08-17 22:53

تبصير الأمة بالخلل والأخطاء في الاحتجاج باستحداث التصوير بالأضواء

مستل من كتاب (بزوغ ضياء الفجر الوضاء على سحر مسألة التصوير بالأضواء) لمؤلفه: عبد الرحمن بن مِيهُوب القَدَّاري

مقدمة المؤلف

بسم اللّه الرحمن الرحيم إن الحمد للّه، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ باللّه من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده اللّه فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

وبعد: فهذا بيان لبطلان شبهة الاحتجاج بعدم وجود التصوير الضوئي في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، لتحليله.

وقد استللته من كتابي (بزوغ ضياء الفجر الوضاء على سحر مسألة التصوير بالأضواء) لتيسير النشر، سائلين الله نفعه وذخره في الدنيا والآخرة.

لم يكن التصوير الضوئي معروفا في عهد النبي صلى اللّه عليه وسلم إذن لا يتضمنه حكم الصور.

الجواب: أساس هاته الشبهة هو نفي كون التصوير الضوئي تصويرا، وظنه شيئا لم يكن من قبل.

قالوا: «هو من المباحات، إذ لم يكن معروفا في زمن الوحي، فلم يرد فيه نص تحريم، وأصل الأشياء على الإباحة».

أقول: قد وردت نصوص عديدة في تحريم التصوير ولعن المصورين عموما، فهو من الكبائر.

فإن قالوا: «نعم، ولكن هذا ليس بتصوير».

قيل لهم: لا نوافقكم على هذا، ولكن لنسلم لكم جدلا على أنه ليس بتصوير، فما هو؟ الظاهر أنكم لا تعرفون، ولا يصح الحكم على شيئ بالإباحة دون التعرف على ماهيته.

فإن قالوا: «بل نعرف، هو كالمرآة، مجرد عكس، والمرآة أحلها النبي صلى اللّه عليه وسلم».

أقول: فها قد اعترفتم بأنه وجد في زمن الوحي. فسقط احتجاجكم بذلك، وبقي احتجاجكم بالمصطلحات وتشبيه التصوير بالعكس، وهذا لا يصح لما فصلنا من قبل1.

فإن قالوا: «لا نعني أنه كالمرآة تماما، ولكن مجرد تشبيه، فليس هو بتصوير وليس بمرآة، بل يشبهها».

قيل لهم: عدنا إلى عدم صحة الحكم على شيئ بالإباحة دون معرفة ماهيته، فإن لم يكن التصوير الضوئي لا تصويرا ولا مرآة، فما هو بالتفصيل الذي لا يبقي غموضا؟

وقولكم أنه "كالمرآة وليس بمرآة"، فكمن قال أن "الكوكايين كالدقيق وليس بدقيق". فكونه يشبه شيئا حلالا لا يدل على حله. وهاته الشبهة أشبه بقول من يقول:
«بما أن الكوكايين لم يكن موجودا في زمن الوحي، فلم يرد نص بتحريمه، وأصل الأشياء على الإباحة. وليس هو من المخدرات، فهو لا يخدر، بل ينشط ويزيد من الانتباه. عليك فقط مراعاة الجرعة، فهو كالقهوة، ولكن مفعوله أقوى، وليس هناك من يقول بأن القهوة حرام لأنها تؤثر على العقل وتنشطه. فالأمر سيان مع الكوكايين. فإن قيل أنه "يسبب مشاكل صحية وتصرفات عنف"، فليس بذاك حجة لتحريمه لذاته، فمثله مثل السكر والقهوة، لو أكثرت منهما لكان لهما أثرا على صحتك وتصرفاتك. وهناك العديد من الأشخاص الذين يتصرفون بعنف لو لم يشربوا القهوة، وما ذاك إلا لإدمانهم عليها».

ترى كيف الشبهة خطيرة؟ فهي غلط وتقوم بطمس العديد من الحقائق (منها كيفية تأثير الكوكايين على الدماغ ومعنى المخدرات والتخدير)، ومع ذلك تبدو مقنعة.

ثم، الزعم أن "ما تنتجه المصورة ليست بصورة، فإطلاق هذا الاسم عليها خطأ، فهي مجرد عكس" يشبه قول من يقول "الكوكايين ليس بمخدر، فإطلاق هذا الاسم عليه خطأ، بل هو منبه"، مع أن القول الأخير أصح — وليس صحيحا، فانتبه بارك اللّه فيك.

والمقصود أنه لا يصح الحكم على شيئ بناء على فهم لم يُعتمد في تحصيله على خبرة المختصين المتمرسين.


رابط الرسالة: تبصير الأمة بالخلل والأخطاء في الاحتجاج باستحداث التصوير بالأضواء

عبد الرحمن مِيهُوب القَدَّارِي 2025-08-17 14:46

ما هو التصوير؟

التصوير هو تصيير الصور وصنعها.

الصور ألوان مرتبة، وترتيبها هو ما يمكننا من تمييزها.

تصيير الصور يكون عن طريق تشكيلها وتخطيطها، وهو ما أُفضل تسميته -عند التدقيق- بـ( ترتيب ألوانها) .

إدراك الصور المجسمة يحتاج عوامل أكثر عند صنعها، ولكن يبقى للألوان دور أساسي عند إدراكها. ولك أن تتمعن في الرسوم المسطحة التي تبدو ثلاثية الأبعاد، فما هي إلا ترتيب لألوان. المصدر: بزوغ ضياء الفجر الوضاء

من فهم هذا فهم مسألة التصوير إن شاء الله.

وهذا ما يعنيه الأئمة حين يقررون أن نصوص النهي عن تصوير ذوات الأرواح عامة. ولكن وقع من التلبيس ما اضطرنا لمثل هذا التفصيل البدهي، والله المستعان.

عبد الرحمن مِيهُوب القَدَّارِي 2025-08-17 08:17

أباح الله عصير العنب وسائر الأشربة الطيبة، وحرم الخمر المسكر.

أباح البيع والتجارة، وحرم الربا.

أباح النكاح، وحرم الزنا.

أباح الذبح المشروع، وحرم الميتة والدم ولحم الخنزير.

أباح كسب اليد والعمل، وحرم السرقة والغش.

أباح صناعة الصور لما لا روح فيه، وحرم تصوير ذوات الأرواح.

فمن ادعى ضيق تحريم التصوير، فإنما ضيقه في علمه وإيمانه.

ألا فليتق الناس ربهم، فإنهم ملاقوه، وإليه راجعون.

عبد الرحمن مِيهُوب القَدَّارِي 2025-08-16 23:34

ثم قال: «كما انه يجوز ان يقف الانسان امام مرآة ما شاء ان يقف فيعكس ظله فيها فلو فرضنا ان آخر حبس هذا الظل الذي انعكس بالمرآة فيها بوسائط وصلته لذلك وجعله مستمر الوجود في المرآة بعد زوال وقوف ذلك الانسان امام المرآة أيمكن لاحد أن يقول ان هذا مصور صور هذا الظل وأوجده وصنعه بعد ان لم يكن مصنوعا».

قلت: إذن هذا هو مصدر شبهة المرآة.

ومما يؤخذ على قول الشيخ:

  1. افتراضه شيئا مستحيلا لا يعقل، ألا وهو حبس الانعكاس بالمرآة.

  2. بناءه دعواه على ذلك.

  3. تسميته لانعكاس الضوء بـ"الظل".

  4. زعمه أن الظل يصور، وقد افترضنا من قبل أن الشيخ قد يعني بذلك الصور أو الضوء، ولكنه صرح بخلاف ذلك، وأنه بـ"الظل" يعني ذاك الظلام، أي المعنى المتفق عليه.

فإن قيل بأن الشيخ لا يزعم أن الظل يصور، بل يقول بأن ذلك لا يمكن، فنقول لهم أن الشيخ صرح بأن الآلة تأخذ الصور. لا مفر من الاعتراف بالتناقض.

  1. زعمه أن "الظل المحبوس" ليس شيئا لم يكن وتم إيجاده وصنعه بالآلة، وفي هذا الكثير من التناقض: يزعم الشيخ أصلا أن هاته صنعة، بدليل قوله — بعد قليل —: «لارباب هذه الصنعة»، فإن كان ذلك كذلك، علمنا أن مستخدم الآلة صانع، وأنه يصنع.

قوله أنه «ليس إيجاد شيء لم يكن» خطأ محض، لأنه معلوم أننا صنعنا نسخة من "الظل" المزعوم، ولم نأخذ ذاك "الظل"، بل أصبح لدينا "الظل" الأصلي، وشيء يشبهه. هذا الشيء الذي يشبهه، أكان أو لم يكن؟ لم يكن طبعا، بل نحن أوجدناه بالآلة.

  1. انتقاله من لفظ "الظل" إلى لفظ "التصوير" والعكس دون أدنى مبرر. المصدر: بزوغ ضياء الفجر الوضاء، من الرد على فتوى الشيخ بخيت المطيعي المصري.
عبد الرحمن مِيهُوب القَدَّارِي 2025-08-16 22:55

"إنما هو عمل الآلة، ليس من عمل الإنسان".

والريشة أيضا آلة، والأقلام...فهل الرسم حلال؟

وهل كل مجرم لم يستعمل يديه مباشرة بريء؟ المسدس آلة، السكين آلة، السيارة آلة.

الله المستعان.

وسبب هذه الظاهرية هو خفاء عمل المصورة، فلما لم يفهموا كيف حدثت الصورة، نفوا العمل. وهذا حكم بالنفي لمجرد عدم العلم، وهذا باطل.

عبد الرحمن مِيهُوب القَدَّارِي 2025-08-16 22:15

"لا تشغلوا أنفسكم بمسألة التصوير". بل سنشغل بها أنفسنا، لأنها من أعظم أبواب النهي عن المنكر.

إنما يقول من قال هذا اعتمادا على فهمه للتصوير الضوئي المبني على الجهل بحقيقته، ثم يجزم بالتحليل بناء على ذلك. فهو في الحقيقة يفرض عليك جهله ليهون كبيرة من الكبائر.

ولو سلّمنا له بهذا التهوين، للزمنا:

  • السكوت عن كبيرة من الكبائر.
  • السكوت عن ذريعة للشرك.
  • السكوت عن ما تنفر منه الملائكة.
  • السكوت عن فتح باب واسع للفتن.

أيُراد منا ابتلاع كل هذه المنكرات، فقط لأنهم يجهلون حقيقة التصوير الضوئي؟

ولو قيل لهم: لا تشغلوا أنفسكم بالنهي عن صنع التماثيل، لأنكروا ذلك أشد الإنكار. مع أن منكر التصوير الضوئي أعظم أثرا، ونتائجه الوخيمة مشهودة، إلا من عميت بصيرته عن أن يراها.

عبد الرحمن مِيهُوب القَدَّارِي 2025-08-16 10:44

شعار التويتر القديم صورة طائر، فهي صورة محرمة.

والصورة إنما هي الرأس، كما في الحديث: «الصورة الرأس، فإذا قطع الرأس فلا صورة». فمادام الرأس باقيا فهو صورة، سواء رُسمت الملامح أو لم ترسم. ولو كان يكفي طمس الملامح لأمر جبريل النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، ولكنه أمره بقطع الرأس.

وابن عباس رضي الله عنهما لمّا سأله المصور، لم يرخّص له في شيء من ذوات الأرواح، بل أمره أن يصوّر ما لا روح فيه. فهذا نص عام لا يفرّق بين ملامح وغير ملامح.

ثم إنه لو صُنع تمثال لطائر صغير بلا عينين ولا فم، لما جاز، لأنه تمثال ذو رأس وهيئة لذي روح. فإن كان ذلك كذلك، فلا فرق بين المجسم والرسم.

فالاحتجاج بأن هذه الشعار بلا وجه مردود، فهي صورة لذي روح بصريح النصوص، فكان حراما منكرا من كبائر الذنوب.

وإنما خفي عن الكثير، أو استهانوا به لصغر حجمه وخفائه، وليس هذا بحجة أمام الله، فحتى قطرة الخمر توجب الحد، فهلّا انتبه القوم؟

عبد الرحمن مِيهُوب القَدَّارِي 2025-08-15 19:30

الشبهة 19: حكم التصوير الضوئي مسألة خلافية

يقولون هي نازلة من النوازل، وقد أفتى العديد بعدم حرمته.

الجواب:

لا، وربي.

الاختلاف الحاصل إنما هو في ماهية التصوير الضوئي، ولا يجوز الاجتهاد في هذا، إذ هو أمر علمي تجريبي جامد بحت، لا مجال فيه للاجتهاد والتأويل.

فمن أصر على الاجتهاد فقد حكم على نفسه بالقول بدون علم، وهذا حرام؛ لا مفر منه إلا بالتوبة.

عجيب والله كيف أعرضوا عن البحث العلمي في ماهية التصوير الضوئي، واسترسلوا في المقارنات والقياسات الواهية والملاحظات السطحية، في مسألة خطيرة جدا.

ووالله لن يستغرق مختص في التصوير الضوئي والحواسيب أكثر من بضع دقائق ليحكم بجهل هؤلاء بالتصوير الضوئي والعلوم المتعلقة به.

المقصود أن الخلاف في هاته المسألة ليس خلافا معتبرا، ولا يلتفت إلى مثله، فهو زلة علماء وتلبيس مضلين.",

المصدر: بزوغ ضياء الفجر الوضاء، صفحة 249.

عبد الرحمن مِيهُوب القَدَّارِي 2025-08-14 23:24

"أنا ضغطت الزر فقط، لم أعمل حراما، كفاكم تشددا".

هذا القول يصدق على من يضغط زر التفجير ليقتل به الأبرياء.

ضغط الزر فقط. ايش فيها يا أخي؟ كفاكم تشددا.

هو تسبب بانفجار، أما خروج الروح، فذاك من عمل ملك الموت.

والله هذه نفس طريقة تفكير محللي التصوير الضوئي. نفس المنطق.

عبد الرحمن مِيهُوب القَدَّارِي 2025-08-14 23:24

"هي ليست مضاهاة لخلق الله، بل نقل لخلق الله كما هو".

يا سبحان الله، ما معنى النقل إن لم يكن مضاهاة؟!

نقلت شكل الصورة باستعمال الآلة، فتكونت صورة ثانية لذاك المخلوق. ضاهيت خلق الله.

أما أنك تجهل كيف ترسم الآلة ثم تفتي اعتمادا على هذا الجهل...فالله المستعان.

عبد الرحمن مِيهُوب القَدَّارِي 2025-08-14 23:24

إذا كان المفتي لا يحل له أن يفتي في مسألة طبية دون استشارة طبيب خبير، فكيف استجاز هؤلاء الحكم على التصوير الضوئي دون سؤال خبير به؟

لعل هذا من باب، الجزاء من جنس العمل. اتهموا الألباني بعدم الفقه، ودماج بالظاهرية، فوقعوا في الحفرة التي حفروها.

عبد الرحمن مِيهُوب القَدَّارِي 2025-08-14 23:24

"حبس للظل".

ما شاء الله. تكنلوجيا متطورة هذه.

احذر يحبس لك ظلك فتصبح غير ذي ظل.

ملف جواز السفر يحتاج ٤ ظلال محبوسة، وانا عندي واحد فقط.

حابسة للظل من الطراز الرفيع، آخر موديل.

يذكرني هذا القول بالأطفال الذين يُخدعون فيقال لهم: سنسرق لك أنفك. ثم يضع المتكلم إبهامه بين مسبحته ووسطاه، ويريه الطفل، فيبكي الطفل لأنه صدق بأن أنفه قد سُرق.

هذا الواقع، هذا لازم قولهم "حبس للظل".

أما آن للقوم أن يستفيقوا؟

عبد الرحمن مِيهُوب القَدَّارِي 2025-08-13 23:36

نصيحة وتحذير، للمتساهلين بالتصوير

لاحظنا أن بعض الناشرين يستعملون صور العلماء الكبار، ويضعون عليها عبارات عاطفية، ثم يبررون ذلك بطمس الرأس.

المشكلة أن هذه الصور أصلا وجدت بمعصية، فاستعمالها إقرار لهذا المنكر، وتعويد للعامة عليه، وهو من خطوات الشيطان.

لو أن المصور اتقى الله، لما التُقطت الصورة أصلا، فهل يليق بنا أن نجعل ثمرة معصيته مادة للدعوة؟ وهل كنتم لتقفون أمام العلماء لتصوروهم من رقابهم فما تحت في حضورهم؟

النبي صلى الله عليه وسلم أمر بطمس الصور المقتناة عن جهل بالحكم للتخلص منها، وليس في هذا تبرير للبحث عنها، ثم طمسها، ثم استعمالها في الدعوة.

لا هذا من تعظيم العلماء ولا هو من هدي النبي والسلف.

هلّا سأل أحدهم نفسه، هل كان العالم المصوَّر يرضى بمنشور فيه صورة جسده، ورأسه مطموس بخربشات أو أشكال غريبة؟